الخيانة وجهة نظر


- هـــي :
حبيبي.. جربت في يوم أن تجد جسدك ضيقا ليسع كل الغضب الذي بداخلك, جربت أن تجد الدنيا بكل النور الذي فيها مظلمة فجأة, جربت أن تحس بأن قلبك رافض أن يحبس بين جدران صدرك لشدة الألم الذي بداخله, حتى أنفاسك تتحرك حينها على نحو مختلف تتوقف فجأة كأنك ستختنق لكنك تكتشف أن الهواء لا يتوقف في مكانيكيته بل صدرك صار ضيقا لدرجة أنه يرفض الهواء الذي يتسرب إليه رغما عنه وأنك راغب في البكاء بشدة لكن كبرياءك يمنعك أن تبكي لأن من ستبكي عليه لا يستحق هذا الدمع المستعد للانطلاق..جربت يوما أن تخان لا أن تخون؟أعرف الان أنه لا جدوى من أن أكون قوية أو ضعيفة أمامك.. فما واجهته اليوم جعلني واحدة أخرى لأعرفها.. لم أعد أعرف تلك التي كانت تموت من الشوق لأجلك, تلك التي كانت تذوب حين تقول أحبك.. تلك لم تعرف معنى الغباء إلا معك..تلك الغبية التي تذكرها ضاعت مني.. كم هو قاس أن تواجه الخيانة!!أن تجد نفسك غير قادر على الكره, غير قادر على الحب.. فجأة تجد نفسك فارغا من كل شيء إلا من ألم بشع يأكل مابقي منك!!
- هـــو :
حبيبتي.. جربت أن تحبي فوق الحب!أن تجدي نفسك بعد رحلة طويلة بين أحضان النساء أمام امرأة تجمع كل النساء..فلا يستوعب عقلك أنها المنتهى فيضل الرجل الذي بداخلي مستمرا في بحثه ليتأكد أنه لا توجد أخرى ولن توجد لأن الله جعلها على الارض فقط لكي تكون حبيبتي ويكون صدرها إليه رجعتي وإليه منتهيا..فحين لا يستطيع أنفي أن يميز أي عطر تضعين من كثرة ما شتم في يومه من عطور النساء..فكوني واثقة أنه يستعيد قدرته حين يشتم رائحة جسدك الحبيب, ويتذكر أنه عاد إلى عشه من جديد.. قولي لي كيف أعرف أنك أذكى النساء إذا لم أصطدم بغباء كل من تسرع في نزع ما عليها وتصدق وهي بكامل قواها العقلية أني الفارس الذي ينحني أمام سلطانها!! فلا تدرك أن ولائي لا يكون إلا لملكتي, حبيبتي.. وأنها كانت قلعة من قلاع كثيرة فلا تجد سوى الاستسلام أمام بطولاتي وطول الحصار!!قولي لي كيف ستعرفين أني فارسك البطل إذا لم تبكي من حبي العذارى وتحسدك كل النساء! فلا تذرفي هذه اللآلئ من عينيك حبيبتي.. فأنا لا أجيد عشقك إلا مع كثرة خيانتي والتجوال بين صدور النساء!!

آمال عكيفي خريف 2003

0 التعليقات:

إرسال تعليق


أهلا بك في بيتك

أهلا بك في بيت القصة.. يهمنا أن تشاركنا بقصتك القصيرة.. مهما كانت قصيرة.. فهي تعنينا.. بيت القصة هو مكان لكل القصص القصيرة كانت من مخيلتك أو من مداعبات الواقع.. راسلنا على هذا العنوان amal.akifi@gmail.com..
سنهتم بتقييمها ونشرها,
بشرط أن لا تحمل مساهمتك أي إساءة لفظية ضد شخص بعينه أو دين..