صديقتي زكية


إهداء إلى صديقتي "زكية" أول قرائي.. وإلى أستاذي للغة العربية لسنة 1995 "مفتي حسن" الذي كان أول من شجعني على الاستمرار, ثم أستاذي للغة العربية لسنة 1996 "كريبس عبد الاله", فقد كان أول من نظم مسابقة للشعر على شرفي وأشترى من ماله الخاص هدية المسابقة التي حصلت عليها بتصويت ديموقراطي !!
قابلت صديقتي زكية في سنة 1994, كانت فتاة ذكية ومليئة بالحياة, لم نكن نشبه بعضنا في أي شيء, ومع هذا كنا صديقتين , ما كان يغضبني فيها أنها كانت تكذب في كل شيء صغيرا كان أم كبير.. لكن فجأة يصبح ذلك الكذب حقيقة, لأنها كانت قادرة على تحقيق ما قالته, درست وتعلمت وتكلمت اللغات وسيرت شركة, وسافرت إلى بلد آخر وأصبح لها معجبون مستعدون للعراك من أجلها.. هذا ما أعتز به دائما حين يدور الحديث عنها, وأكتفي بالرد.. صديقتي فتاة خارقة, قادرة في كل مرة أن تصنع المستحيل, وربما كان كذبها فقط مجرد حديث عن خططها المستقبلية.. كنا مراهقتين من نوع خاص, فمثلا أول شيء كنت مهتمة بإقتناءه هو نظارة طبية.. حتى أؤكد للجميع أني قارئة جيدة للكتب خارج المنهج الدراسي!! أما هي فقد أستطاعت إقامة علاقات إجتماعية مع كل ملاك المكتبات الكبرى في حبوس درب السلطان, معها تمكنت من حفظ كل عنوانين كتبها وكذلك خلاصات عن مضامينها!!
كانت لها ذاكرة فريدة من نوعها, كانت قادرة على قراءة كتاب من 200 ورقة في ثلاثة أيام بل وحتى أن تذكرك بموضوع كل صفحة وبرقمها..اليوم وأنا أفتش في أوراقي وجدت شيئا يخصنا نحن الاثنتين.. أول كتابة لي.. في يوم غضب مزقت كل كتاباتي وبقيت قصاصة ورق أول كتابة في علبة ذكرياتها.. رحلت لمدة عن بلادي وحين عدت في المرة الأولى, فاجأتني بإحتفاضها بتلك القصاصة كل تلك السنين.. قائلة إنها أول شيء أهديتها إياه لذلك كانت مهتمة بالحفاظ عليه.. الغريب أني لم أكن مهتمه بالسياسية ساعتها بقدر ما كنت مهتمة بإستعاب مصطلحاتها, لكن وجدت نفسي أكتب شيئا على طريقتي, لم أعرف كيف أصنف ما كتبته ساعتها, وأكتفيت بعرضها على أستاذ مادة العربية أنذاك الذي قال أنها تجربة جميلة للشعر الحر, لم أشأ أن أعترض ما قاله, لكن فعلا لم تكن تلك نيتي حين بدأت الكتابة !!
كانت قصاصة مجرد قصاصة, لكن بالنسبة لصديقتي كانت تعني الكثير جدا.. وصديقتي أيضا تعني لي الكثير لهذا قررت أن أهديها إياها من جديد.. فهي الحاضرة الغائبة, الساكنة في قلبي..
---------------------------
قصة لديموقراطية راقصة
أرقص..
أنظم إلى الكوكبة وأرقص..
لا تلتفت!
فراهبنا قد يرمقك..
ليس مهما أن تجيد العواء..
المهم..أن ترقص مع الذئاب
أن تقفز كبهلوان
وأن تتربص!!
لاتلفت!
فراهبنا قد يرمقك..
الكرة العجيبة بين يديه..
سحرية هي..
تحمل ماضينا وأيامنا..
وتذكر!
عندما تنهي الرقص
أركع عند قدميه..
لن تكون قربانا
فقد أركع عند قدميه!!
هاهم يقودون القرابين إلى قاعة المعبد ..
واعلم
أن احلامهم لم تسع كرة الاحلام
لم يحبسها البلور
هكذا يوقادون
فأحلامهم تخترق البلور كأشعة نور الحق
لا تلتفت!
فراهبنا قد يرمقك!!
ارقص !!
انضم إلى الكوكبة وارقص!!
وامنح أحلامك إلى كرة راهبنا!
لكن حذاري أن يكون لأحلامك ضوء!
فراهبنا يعجز عن حمل كرة تضيء!!
وألهتنا ترغب في المزيد..
آمال عكيفي /شتاء 1995

0 التعليقات:

إرسال تعليق


أهلا بك في بيتك

أهلا بك في بيت القصة.. يهمنا أن تشاركنا بقصتك القصيرة.. مهما كانت قصيرة.. فهي تعنينا.. بيت القصة هو مكان لكل القصص القصيرة كانت من مخيلتك أو من مداعبات الواقع.. راسلنا على هذا العنوان amal.akifi@gmail.com..
سنهتم بتقييمها ونشرها,
بشرط أن لا تحمل مساهمتك أي إساءة لفظية ضد شخص بعينه أو دين..