الجنازة حارة والميت...!

الجنازة حارة والميت... ! أقصوصة للكاتب والسيناريست المصري وائل مصباح
صرخة مدوية انطلقت من دوار العمدة,جمعت اهالى القرية الصغيرة التي ارتسمت على وجوههم علامات الهلع ولاستفهام, الكل تسابق على النفاذ إلى داخل المنزل ليعرف ماذا حدث, تجمدت الأقدام , نساء المنزل وقفن أمام الفرن البلدي الذي انتهى توا من التهام عدة بالات قش ,علامات الفزع تنهش وجوههن,نظراتهن ملتاعة ,أثار كلا من الدقيق والقش مازالت على ثيابهن وشعورهن.
يا له من مشهد مهيبا,فأحدى النساء تضرب صدرها بعنف وتنظر إلى الفرن بأسى وكأنه اليم الذي اختطف وليدها,امرأة أخرى تمسك بيدها قضيب رفيع من الحديد وتدسه داخل عين الفرن باهتمام محركتا اياه شمالا ويمينا.
يزداد الموقف غموضا عندما تدير المراة الأولى وجهها عن الفرن وتصيح في لوعة:
ماتت.
يتجرا احد الاهالى ليسألها :
مين؟
لم تعيره اى اهتمام ونظرت إلى اللا شئ قائلة:
كانت بتلعب مع أخواتها .. وبعد أن انتهينا من الخبيز وجدتها أمام الفرن مباشرتا
وفجأة اتجهت إلى داخله.. وكأنه نادها.. فلبت النداء.. فابتلعها بلا رحمة . اختنق صوتها فلم يخرج وارتسمت على جنبات وجهها أقصى علامات الرعب,
وارتفع أزيز صوت الحاضرين ولم يقطعه ألا صوت المراة الثانية وهى تصيح:
هاهي.. لقد شويت تماما. ينظر الجميع إلي ما أخرجته المراة من احشاء الفرن,تحملق العيون بذهول في الفقيدة الغالية.. أنها بطة العمدة.
سينارست وائل مصباح عبد المحسن
0114005523 مصر 0101261829

0 التعليقات:

إرسال تعليق


أهلا بك في بيتك

أهلا بك في بيت القصة.. يهمنا أن تشاركنا بقصتك القصيرة.. مهما كانت قصيرة.. فهي تعنينا.. بيت القصة هو مكان لكل القصص القصيرة كانت من مخيلتك أو من مداعبات الواقع.. راسلنا على هذا العنوان amal.akifi@gmail.com..
سنهتم بتقييمها ونشرها,
بشرط أن لا تحمل مساهمتك أي إساءة لفظية ضد شخص بعينه أو دين..