إذا كان علي بابا تركيا لما لا تكون شهرزاد يمنية..


إذا كان علي بابا تركيا لما لا تكون شهرزاد يمنية؟


اليوم وأنا أتصفح المواقع الالكترونية اليمنية وجدت هذا الخبر على موقع المؤتمر نت.
العثور على كنز قصة علي بابا والأربعين حرامي في تركيا!! ويا لسرعة نقل الخبر من الامس إلى اليمن من تركيا الغير ناطقة باللغة العربية إلى اليمن!!


مع أنه قبل ثلاث سنوات تقريبا نشر بحث يشير إلى أن شهرزاد يمنية.. لكنه لم يتعدى جريدة الثورة في اليمن في عددها الصادر 21 سبتمبر 2006 تحت عنوان (حديث عن التاريخ والسياسة).. فما بالك بتركيا!!


لهذا قررت أن أعود لأصر على أن شهرزاد يمنية وأنشرها كبحث هنا.. وأدعوا كل اليمنين الغيورين على تاريخهم أن يصروا على الطريقة التركية!!



إليكم بحثي :


في اليمن تعودت أن لا أتفاجأ حين أكون بصدد البحث في موضوع ما حتى أجد نفسي أمام اكتشاف جديد, فاليمن بلد التاريخ والأسرار التي تعدت كونها تحدث عن تاريخ بلد إلى أن أعتبرها بكل الآثار التي لا تزال مدفونة تحت الرمال تجيب عن الكثير من تساؤلات الفكر الإنساني.. وهذا ما حدث معي حين بدأت بحثي عن قصة قصر العروسة..


سأبدأ بذكر زياراتي الثانية لقصر العروسة, حين أقنعت صديقا أجنبيا باصطحابي بسيارته إلى المكان حتى أكمل بحثي عن القصر.. ولجهل سائقه بالموقع وجدنا أنفسنا بعد دخولنا عبر طريق غير صالح لمرور أي سيارة أمام شيخ أحد قرى المنطقة.. وفي أقل من دقيقتين خرج كل من بمجلس الشيخ المتواضع جدا وبعضهم متمنطق لسلاحه.. وأصروا على ضيافتنا.. كنت هادئة ومطمئنة أمام ابتسامته ذلك الشيخ ولم أشك للحظة في أن أكون ضحية اختطاف خصوصا وأنا برفقة أجنبي آخر بعيون زرقاء..

لم أصدق أن الرجل الحافي القدمين وبثوب متواضع (والذي لا يتميز فيما وجدته عليه عن مرافقيه) هو بنفسه شيخ القرية.. حولت نظري في كل اتجاه.. لم أجد أمامي سوى منطقة جرداء بلا زرع ولا وجود لأي نشاط اقتصادي.
وليس ببعيد عنهم لا تزال صامدة بكبرياء أطلال قصر العروسة.

الحالة التي وجدت عليها أولئك الرجال الكرماء ما شجعني على الاستمرار في طرح نظريتي هذه أمام استهزاء المثقفين اليمنيين الذين ناقشتهم في صحة نظريتي..

تلك الأطلال قادرة على صنع نشاط سياحي فريد من نوعه, شهرزاد التي ترجمت إلى كل لغات العالم قادرة على الانبعاث من جديد كوجود في محيط قصر العروسة, وقادرة على جلب سياح من كل الجنسيات ومن تم التنسيق مع ذلك الشيخ الكريم وآخرين وأهل قراهم عبر إقامتهم لدور ضيافة والالتزام بحماية ضيوفهم من مطار صنعاء ذهابا وإيابا.. دون الحديث عن النشاط الاقتصادي الذي سيخلق نفسه بتلقائية مع أول القادمين من السياح لتلك المنطقة..



زيارتي الأولى كانت مع بعض اليمنيين من بني مطر حين توقفت لسماع قصة القصر في طريقنا إلى مدينة شبام كوكبان, وهم يحكون بعفوية عن قصة ملك سكن ذلك القصر كان يتخذ في كل ليلة عروسة عذراء..

هناك رجعت إلى الكتاب الشهير ألف ليلة وليلة (الذي لا يعلم أحد بتحديد من ترجمه من اللغة الفارسية إلى العربية ومن كان مؤلفه). وربطته بالتاريخ اليمني وأبعاد الحكايات وزمنها, فاليمن بعد تحرره على يد سيف ذي يزن من الاحتلال الحبشي دخلها الفرس وبالتالي ستكون القصة قد حدثت قبل أو بعد الإسلام بقليل, فالكاتب ذكر الخليفة هارون الرشيد كأحد شخصيات المؤلف رغم أنه ترجم في زمنه, وهذا ما يجعلني أعتقد أن المترجم غير من أحداثيات وشخصيات القصص وأعطاها صبغة عربية وإسلامية حتى تتناسب وتفكير المجتمع الإسلامي..

لذلك أبتعد التفكير في جغرافيا اليمن كمكان للقصة شهريار..


فمكان قصر العروسة الذي كان معزولا عن العالم أقرب إلى مسرح أحداث القصة من أي مكان آخر, فشهريار كان حاكما تنقصه الخبرة بالعالم الذي يتعدى مدينته التي تعود رؤيتها من قلعته التي كانت فوق جبل.

ولم يعرف شيئا عن حياة البسطاء في أسفله. فكانت أول صدمة عاطفية في حياته التي تعود أن تكون كما أراد وأمر, كافية لأن تجعله شخصا آخر بمعرفته السطحية للحياة والعالم, وربما استوعبت شهرزاد ذلك فعاملته كما يعامل طفل يكتشف الحياة من خلال سردها لحكايات مليئة بما يود سماعه فتبدأ بالخيانة وتنتقل به إلى الحارات وعالم البسطاء وتارة إلى قصور الأغنياء وتحلق به من جديد إلى أكواخ الصيادين والفلاحين, فيعلم أن هناك الصالحين والطالحين وهناك الفرح والدموع الموت و الحياة وعليه أن يختار ماذا يريد أن يكون في كل هؤلاء الأشخاص التي تنتهي قصصهم بعبرة تكون بداية لحكاية أخرى..


هناك من الباحثين من يرجحون أن الملك طلب من أحد كتابه أن يدون كل قصص شهرزاد وهناك من يقول أنها هي من دونت تلك الملحمة حتى تخلد انتصارها وتدون تجربتها في ما حققته من تغيير جدري لعقيلة رجل من ملك دموي إلى ملك حكيم وعادل..

وهذه الترجيحات تؤكد أن شهرزاد لم تكن أسطورة فلا يعقل أن تكون تلك البداغوجية في السرد التي كان الهدف منها تغيير عقلية وتفكير الملك من نسج خيال وإنما من تجربة سبقت عصرها..
أيا كانت تلك الأطروحات تبقى صاحبتها امرأة .. ويظهر ذلك في رؤيتها الفوقية للمرأة الجارية في حكايتها وتزكية الحرائر وهذه لن تكون نظرة الرجل لمرأة.. زد على أن المؤلف كان مليئا بالتفاصيل الصغيرة وهذه من صفات النساء في السرد وليس الرجال..


وأيا كانت تلك الأطروحات تبقى شهرزاد اكبر من مجرد شخصية خيالية شوهها الفونتازم الغربي عبر مؤلفاته وأفلامه عن الشرق الذي لم يكن يرى فيه إلا عالم يملئه الجنس عبر تصوير النساء بملابس شفافة وبراقع تغطي الوجه وحكايات عن اللصوص العرب والعفاريت والجن !!

فشهرزاد ليست غريبة عن المجتمع الشرقي’ وليست مشروطة في كونها ابنة وزير وزوجة ملك, قد تكون أما لدزينة من الصغار , زوجة عامل بسيط. جدة يلتف حولها الصغار. زوجة صابرة لرجل أناني.. شهرزاد ليست بحالة شاذة في المجتمعات العربية وإنما واحدة من كثيرات كان لهن عالمهن الخاص وراء جدران البيوت المغلقة ولازال.

فالمعرفة وتناقل الأخبار كانت متعة النساء في كل زمن, حيث يتبادلن الحكايات والأخبار الآتية من الخارج على ألسنة أزواجهن ومناقشاتها, فلم تكن النساء بعيدة أبدا عما يجري وراء الجدران.. فالحديث عن كل شيء أو ما كان يسميه الرجال بالثرثرة كانت تسليتهن الوحيدة.. ووسيلة للتعلم.. فأخذ العبر من حكايات الآخرين هي من اختصاص النساء.. فالنصيحة دائما لكل من تشتكي تكون عبر سرد حكاية لأخرى وتقديمها لحل عبر تجربة بطلة تلك القصة..

فليس ما تتحدث عنه النساء دائما يجب أن يكون بثرثرة.. فوراء كل حديث هناك عبرة يجب استخلاصها وكلما تقدمت النساء في السن كلما زاد إتقانهن لتقيم تجارب الآخرين وتقديمها كمعرفة للمبتدئات في هذه الحياة..

أيعقل أن تكون أول من أستخدم العلاج النفسي وأذكي النساء في عصرها يمنية !؟ !
حين عرضت الموضوع على أحد علماء التاريخ البلجيكيين استنكر في البداية لكن حين عرضت عليه بالتفصيل نظريتي أجابني بتحمس "نعم نظريتك صحيحة شهرزاد يمينية"!!!




مؤلف ألف ليلة وليلة


لقد ارتبط تلقائيا في أذهاننا المؤلف الشهير "ألف ليلة وليلة" بثنائية الموت والحياة, القوة والعقل, اليأس والأمل .. وإن ظل كل ما يعنيه هذا المؤلف لدى الكثيرين هو كونه مجموعة من القصص التي تبدأ بخرافة وتنتهي بأخرى. واجتهد البعض في طرح رؤيتهم لثنائية شهريار و شهرزاد على اختلاف ثقافتهم وخلفياتهم الفكرية..
فالعرب رأوا فيه حكايات تملئها الجنة والكنوز المرصودة, أو قصصا تصل بمسكين لمصاهرة السلاطين و تزف فيها ابنة الفرَّان إلى قصر السلطان, أي كل ما نراه بحسابات المنطق لامعقول ولا يكون إلا بأمر الرحمن بين الكاف والنون.. أما الغرب فرأوا فيه فنتازيا تحولت إلى صورة ذهنية ثابتة تحضر تلقائيا كلما ذكر العرب, أو عن الشرق الذي صار في المخيلة الغربية مجرد صحراء بها نخيل.. تملئ قصورها الجواري النصف عاريات تجتمعن عند قدمي رجل واحد.. ينتظرن في دلال عطفه و رضاه, و عرب بالسيوف للسطو وقطع الرؤوس.. وإذا ذكرت شهرزاد في الغرب فلا يكون ذلك إلا في أعمال هزلية أو هابطة لابد لها من مبرر تقني لتظهر النساء فيها عاريات أو باحثات عن المتعة المحظورة, فلا تظهر إلا كامرأة غبية لا تجيد سوى حكايات يحل الجراد الأخضر فيها مكان الضفادع و سجادة تطير بالجان, لتتخلص بخوفها أحيانا وبجسدها أحيانا أخرى من سيف العبد "مسرور"..

وإن كنت كلما أعدت قراءة مؤلف "ألف ليلة وليلة", يرسخ لدي اعتقاد بأن المؤلف ابتدأ في شكل سيرة ذاتية اتخذت ضمير الغائب ولم يكن بشكله الذي وصلنا عليه اليوم, وإنما أضيف عليه قصص أخرى عند ترجمته من الفارسية إلى اللغة العربية أعطته أحيانا طابعا تقريري لما كان عليه الحياة الثقافية والاجتماعية وحتى بشكل مناور الحياة السياسية..


فلابد أن كلا منا تسأل مرة من كان مترجمه ومن أضاف تلك الحكايات التي اتخذت الخليفة وأعوانه أحيانا كأبطال لقصصه؟

فإذا كان هناك حرية فكرية وثقافية لم تضع الخليفة في خانة المقدس, فلما لم يصلنا شيء عن مؤلفه أو أصله أو حتى عن مترجمه ؟



بقراءتي للنص من خلال إسقاطه على الوضع الاجتماعي والثقافي للمجتمع الإسلامي آنذاك يمكن أن نفترض بقوة أن المترجم (وربما كان الكاتب أيضا) امرأة, وذلك لثلاثة عوامل وهي:



1- الخصوصية الاجتماعية للمجتمع العباسي :
إذا رجعنا إلى الخصوصية في المجتمعات الإسلامية آنذاك, فالحشمة والتحفظ ما كان يميز سيدة من عائلة محافظة أو محضية في ذلك الزمان عن الجواري, فكان من الضروري أن يحصلن على قدر كاف من المعرفة والتهذيب على يد معلمين أكفاء بمنازلهن, يتممنها بالقراءة و الاطلاع, فإذا كان المترجم امرأة سيكون من الطبيعي أن تخفي شخصها إذا كانت القصص بكل تلك الجرأة.. وخصوصا حين نقف عند الجرأة التي قدمت بها الفنتازيا الجنسية لأبطال القصص.

2 - أسلوب السرد.

إذا رجعنا إلى الحياة اليومية للنساء في ذلك العصر, سنجد أنها كانت لا تتعدى الجدران في أغلب الأحيان, فيتركز نشاطهن (خارج لائحة الأعمال المنزلية) في اجتماعات نسائية يكون فيها الحديث الغالب عليها والأخبار والشائعات التي يأتي بها الرجال عن ما تتناوله الألسن خارجا و قصص الجدات التي لا تخلو من الخرافة و العبرة.

وهذا ما ميز أحداث القصص المضافة, فكلها كانت تحمل طابع خبر أو إشاعة شغلت أحاديث الناس..


وأيضا ما يميز سرد النساء عن الرجال هو التفاصيل الصغيرة والكثيرة, و المؤلف كان مليئا بالتفاصيل مما يدعونا من جديد لنفترض أن الأسلوب نسائي.


3- صورة المرأة في مؤلف ألف ليلة وليلة.
وهنا سنجد أنه قدم شهرزاد كامرأة عاقلة, حادة الذكاء وسريعة البديهة, وشديدة الإطلاع والمعرفة على عكس شهريار الذي تجسد فيه كل ضد, وهذا ما يتعارض مع عقلية الغالبية السائد آنذاك التي كانت تستهجن سيطرة النساء المعنوية أو تقدمهن بفكرهن الرجال رغم أن ذلك لم تخلو منه أخبار الظهور وكانت النساء فاعلات بطريقة غير علنية وغير مباشرة سياسيا.

وهذا ما يجعلني أيضا أستبعد أن يكون المترجم رجلا (إلا إذا شهد ذلك العصر مفكرا تقدمي يدعوا إلى إشراك المرأة في الساحة الفكرية والسياسية, وهذا ما خلت منه أخبار الظهور للعهد العباسي ). وربما كان الكتاب نوعا من الاحتجاج لديها على تهميش النساء في مجتمع كان يشهد انتعاش وتقدم فكري وثقافي لم يفرز فيه مكانا عادلا لهن , فاختارت أن تقدم رؤيتها لكل النساء من خلال ترجمتها لمؤلف ألف ليلة وليلة.

كذلك إذا ركزنا على مساحة الأدوار بين نساء القصص, نلاحظ تقديم الزوجة أو المحضية في الغالب عن الجواري, فتتخذ هذه الأخيرة أدوار ثنائية, و تأطر الغواني في قصص تراجيدية أو تختار لتجسد الشر أو مسببه في السير الدرامي للقصص, وهذه في نظري رؤية نسائية لنفسها وما تمثله اجتماعيا وللأخريات اللواتي يمثلن طبقة اجتماعية أخرى أقل إن كان معنويا أو أخلاقيا, وليست نظرة رجولية يعتمد التقيم فيها على سلطان الحواس الخمس ثم العقل, لا على التميز الطبقي.


من كانت شهرزاد؟

لم أجد للآن في كل ما قرأت من ذكر أصلها أو حتى افترض أن تكون شخصية حقيقية.
لكن إذا قرأنا الكتاب بعيدا عن كونه رواية تألفت من مجموعة قصصية يربط بينها حضور شهرزاد في بلاط الملك شهريار, سنجد أن المنطق و الترتيب الواقعي يغلب على أحداثه وأنه مؤلف يسبق زمانه بكثير إذا سلمنا على أنه كان من خيال مبدع, بل أصل إلى القول بأنه احتوى على منهجية للعلاج النفسي على المقاييس العصرية..




لما شهرزاد ليست أسطورة..

المسيد هو نوع من السحر اشتهر في اليمن.. تتداولته بعض النساء للسيطرة على رجل بعينه.. 


يقال أن المرأة التي تعتزم التحول إلى مسيد.. يتوجب عليها الاستحمام أربعين يوما بالحليب والاعتزال في خلوة .. وبعد تلك المدة تتحول إلى نصف امرأة ونصف جمل..

فتستطيع السيطرة على الرجل الذي تريده بأن تحوله إلى الحيوان الذي يروقها فلا يراه الناس إلى في هيئة حيوان وتراه هي فقط في هيئة رجل..

يحكي أحد الشيوخ في تهامة أن واحد من معارفه سحرته أحداهن.. وقد لوحظ أن المرأة لم تعد تخرج من دارها واختفى احد الرجال المعروفين بوسامته..
وبحث عنه أهله في كل مكان إلى أن يئسوا ..وفي يوم عاد إلى البيت بعين واحدة دون الاخرى..

فسأله أخاه عن سبب فقدان عينه فقال له : انت من افقدني إياها..
فاستنكر عليه قوله,, فذكره يوم كان يأكل أمام الدار وجاءه كلب يتذلل إليه فرماه بحجر أذهب عينه.. فقال : كنت ذلك الكلب والمرأة ماتت فذهب عني سحرها..

  الايات القرانية التي تتحدث عن سحر المسيد:

قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (65) قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى (67) قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (68) وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى (70) قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذابًا وَأَبْقى (71) قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (74) ومَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى 76

(وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم لمن المقربين. قالوا ياموسى إما ان تلقي وإما أن نكون نحن الملقين. قال القوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤا بسحر عظيم واوحبنا إلى موسىأن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون. هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين.) الاعراف 120 121

السحر هو كل امر يخفي سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى الخداع وكل الامم الوثنية كان السحر طقسا من طقوسها الدينية.. وأصل السحر في لسان العرب هو صرف الشيء عن اصله أو حقيقته إلى غيره فكأن الساحر لما قدم الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير وجهه أي صرفه



ونقسم السحر إلى أنواع ثلاثة :

سحر التخيل :وهذا النوع من السحر يستعمل فيه الساحر عنصرين
مؤثرين في الخيال فيستطيع الساحر أن يتصرف في خيال المسحور كيفما يشاء فيريه ما يريد
والعنصران هما :
سحر العيون
وذلك مثل ما حدث لقوم موسى حيث أنهم رأوا الحبال والعصي وهى تمشى وهى في الحقيقة ثابتة لا تتحرك ولكن سحرت أعينهم فصاروا يرونها تتحرك وتسعى ،


السحر المؤثر : وهو عبارة عن عزائم ورقى وعقد وطلاسم شيطانية من خلال اتفاق بين الانس والجن (وكل منهما يسمى شيطان)..

تاريخنا الجماعي ليس اسطورة:

لو قرأنا قصص شهرزاد سنلاحظ أنها في الجزء الاول منها كانت تحكي كثيرا عن الخيانة بل وكانت أول قصصها لمرأة خائنة.. كانت تحكي عن الساحرات وعن الجن.. في استراتجية لكسب ثقة شهريار بالتحدث عن الخيانة التي لا يريد غيرها كعنوان للنساء.. وكانت تتحدث عن الساحرات والجن في محاولة للاستغلال الخوف الذي كبر مع شهريار من تلك الشخصيات الحاضرة الغائبة في فكره بل والفكر الجماعي لقومه.. وفضوله الطبيعي ليعرف المزيد عن ذلك العالم الخفي..

حكايات النساء الجنيات والساحرات والحيوانات التي تتحول فجأة إلى بشر لم تكن أساطير في ذلك الوقت.. بل كانت حقائق مسلم بها.. لأن السحر كان لوقت قريب قبل الاسلام من طقوس الكهان لتقرب من الالهة وجلب رضاها والحظ الحسن..

فإذا كانت حكايات الساحرات والمسيد والرجال المسحورين في هيئة الحيوانات أو العكس نساء مسحورات في هيئة الحيوانات.. كانت مجرد أساطير فإن شهرزاد مجرد اسطورة..
أما إذا كانت جزء من تاريخ لم نحضره فشهرزاد أيضا جزء من ذلك التاريخ الذي لم نحضره..


تعليقات بعض القراء في أحد المنتديات التي نشر بها الموضوع : 

المحمدي:



وأنا أسأل نفسي من أين اتى هذا الاسم
في اشعار أديب اليمن البردوني


فهذه بيت في أحدى القصائد




عن((شهرزاد)) و((باب خيبر)) و((ابن علوان)) لنجيد




ــــــــــــــــــــــ






وهذه بيت آخر من قصيدة أخرى






فيقذفه سفر حالم ... إلى سفر ، من رؤى (شهرزاد)


ــــــــــــــــــــــــــ


وهذه بيت من قصيدة أخرى




أنا من مغاني شهرزاد *** إلى ربى ، الصحو انتسابي




ـــــــــــــــــــــــ




وهذه بيت من قصيدة أخرى






ها هنا يا شهرزاد انطفأت *** نار جدبي وابتدت نار خصيبه






ــــــــــــــــــــــــــــ




وهنا بيت آخر من قصيدة أخرى






تتناجون بينكم : أتراها *** بنت " كسرى " أم " شهرزاد " الصغيرة ؟






ـــــــــــــــــــــــــــــــ




لم أكن ( شهريار ) لكـن تمـادت***.عشـرة صورتـك لـي ( شهـرزادا)


ّّّّّّّّّّ---------------------------------------



الصيدلاني :
يا جماعة خليتوا كل الناس يمنيين
أهل الكهف (تعز)
وقابيل وهابيل(سوقطره)
وقوم صالح(حضرموت)
والنبي شعيب(صنعاء)
وكل هؤلاء ليسوا من اليمن
حتى شهرزاد؟؟
لانريد شهرزاد يمنية أهم شيء نثبت حقنا التاريخي بإثبات أن الملكة بلقيس أمنا
وليست حبشية!!!!
الأحباش بدأوا يشارعونا على بلقيس واحنا ندور على شهرزاد!!!!!!!!!!!!!!!!!
الغيرة على تاريخنا مهمة ولكن الغيرة على انتمائنا وحاضرنا وواقعنا أهــــــــــــــــــــــم
تحياتي
مختار

----------------------------


قلب م ي ف :
كنت قد لزمت الصمت حيال هذ الموضوع لأن الخوض فيه عديم فائده
لكن اصبح الرد مجاز من حيث التطوراة
شهرزاد اسطورة من الماضي سوأ حقيقه أم خيال لن نختلف عليها
لكن ماذا تفيدنا وان ثبتت صحتها
يمنيه؟؟؟



لن نحارب بها الطامعين لبلدنا
ولن تفيد الموطن
ولن نوكلهم عيش في ان نسبت الى اليمن اليمن تاريخ ومعترف فيه لكن
اين اليمن الان بماذا سنتحدث ... عن المصانع الانتاجيه ام مصانع الاسلحه
ام البنية التحتيه التي تتصدق علينا بعض الدول أم/ ترسانة الاسلحة
التي عجزة عن تصدي لبعض المتمردين
مذا سنقول عن كم من علماء الاقتصاد ام من علماء الذره ام من جميع
المقاييس العلمية التي يجب ان تكون ولا تقولي أني مواطن فاشل
المغرب ليس بعيد عنا
لن يرجع الماضي الا ذكرى وان تذكر احد الباحثين تاريخ اليمن سيجزم ان ما على الارض اليمنيه
ليسو بيمنين ان كان قد كانت قبل الاف السنين هذه الحضارة
وهم الان من أولى الدول المصنفه فقرآ
والأمية تتجاوز 60%
اين من يهتمون بها ويجعلوها مستمره في بناء العلم والرقي للمواطن وبناء الانشاء المعماري
شهرزاد وغيرها
كل هذ لن يفيد المواطن بشي
نريد ان يكون البحث عن ما ذا انتم فاعلين في المستقبل ما هي الخطط التي شرعتموها
للحفاظ على الماضي ونهضة لحاضرمزدهريصنع من اليمنين شعب عظيم
له احترامه اين ما وجد
ماذا صنعنا


سياسياً وثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً واقتصادياً
عجز قلمي ان يكمل ألم وحصرة
ومعه حق ماذ يكتب عن اقلام مزايد ه من لاشي اقلام طريقها من طريق المنتنفذين لايهمهم المواطن الا حين يريدو نشوة التصفيق
لنتكلم عن التاريخ
انا من يافع سلالة حمير معروفه
هل أتقدم لوظيفة بتاريخي ؟؟
ام بعلمي
هل اجبر الناس على احترامي بجدي حمير
ام بمكانت دولتي وحجمها بين دول العالم
العقل زينه والجنان تعلام مثل( ذماري)
دمتم ولنا لقاء

--------------------------


ا
صيدلاني :

أختي آمال..
جمعة مباركة عليك وعلى كل من يطالع هذه الصفحة...
أولا أرحب بآراء أشيد وقلب وأؤيدها
وأشكر أخي الأكبر أمين على كلماته الرائعة
وبعد..
البحث اللي عملتيه جبتيه من النهاية!!
كان لازم أختي قبله تجيبي لنا بحث عن المؤلف الحقيقي للرواية وبحث آخر يثبت أن شهرزاد شخصية حقيقية وليست خرافة وأن هناك ملك اسمه شهريار كان كل يوم يتزوج امرأة ويقتلها اليوم الثاني حتى قتل ألف امرأة وشعبه المسكين يقدم النساء قرابين له!! وبعد هذا كله يأتي إثبات أن شهرزاد يمنية!! بعدها يأتي هذا السؤال ليطرح نفسه..
فإذا كانت يمنية فهل هذا فخر لليمن أن يكون ملكها ببطش وقسوة ووحشية وبهيمية شهريار؟؟؟
إن روايات ألف ليلة وليلة من أكثر الروايات التي تسيء إلى عادات الشرق وتبين كيف أن المرأة الشرقية مجرد جارية للهو والتسلية والمجون وقد جاء الإسلام ليضع الأمور في نصابها الصحيح..
أتمنى أن لا تكون شهرزاد حقيقية وإذا كانت حقيقة فأسأل الله أن لا تكون إحدى جداتي!!
تحياتي

 

يوميات معارص مبتدئ (1)

تفحص الجريدة وعيناه يملئهما اليأس وهو ينظر إلى مقالته الصغيرة التي شطب منها الكثير ككل مرة بدعوى أنه حشو لا داعي له.

لقد كان مؤمنا أن عمليات الاستئصال هذه لمقالته هو ما سيبقيه صحفيا مغمورا إلى الابد ..

لا أحد يصدق أنه صحفي حتى صاحب البقالة الذي امتنع عن تزويده بأي شيء لعدم التزامه بالدفع وأصبح يعامله باستعلاء وعظمة, فهو صاحب البقالة المحترم وهو مجرد زبون غير محترم !!




كلما تذكر شكله وسط جمع ما يصاحبه شعور بالغضب, لا أحد يعيره إهتماما, لا أحد يصوب عدساته نحوه, بلا جدوى يحاول إقتحام نفسه في كل نقاش لثير الاهتمام وهو يحاول تصيد أي نقطة يثبت بها أنه من المثقفين وأنه على أطلاع دائم.. لكنه كلما حصل على فرصته تضيع كل الكلمات التي جمعها, يتبلل قميصه بالكامل عرقا, ويصطدم بنضرات من حوله الغير المشجعة فيزداد تصببا أكثر فأكثر, ويتحول أمام الجميع إلى فارغ وتافه مثير للشفقة.

وفي القائمة الطويلة زوجته أيضا, التي كانت مبهورة به في بادئ الامر وأصبحت هي الاخرى لا تتوانى عن اتفزازه كلما سنحت لها الفرصة, ولا شيء يستطيع ردعها الان !!

نظر إلى زوجته وهو يقول في نفسه (كذب من قال وراء كل عظيم أمرأة!!).
وكأن زوجته قد قرأت أفكاره فقالت في خبث :
- إيش ما نحنا عجبيناك؟ !!

- تطير بثلاث, بيتك وزوجك وحصانك !! من يوم ما عرفتك وأنا ورا..


- لو عرفت تكون راجل ما كنت بقيت ورا !!


حاول تمالك غضبه وهو يرى ذلك التحدي في عينيها وهو يتساءل من أين تأتي بتلك القوة, من ضعفه أم من فشله المزمن في ان يثبت لها أنه الرجل !!

لها كل الحق ما دامت صاحبة القوامة في منزله !!
تظاهر بعدم الاهتمام إليها وهو يتابع شريط الاخبار أسفل الشاشة لكنها تابعت في خبث وكأنها تعلم كلما يهمس به لنفسه :

- مشكلتك أنك عامل مثل جحا لما قعد على الارض يستني ربنا ينزل عليه مليون ريال..


أجابها مستهزئا

- إيش أروح أسرق لي ولا أرتشي !!

- الاول خلي الناس تعرفك ليش أنت تسوى حاجة حتى يرشوك !!


- كيف ياشجرة الذر !!


- شتم لك مسؤول.. يحبسوك يومين وبعدين تصير مناضل واسمك على كل لسان..

لمعت عينيه فجأة وهو يقول في حماس
- أنا أشوفلي وزير فاسد وفضحوا !

- راح تبقى تشوف عمرك كله عند رجليك ?!!

كل الصحف تشتم الوزرا..

- أشتم رئيس الوزرا؟


- ما عملت حاجة


- مين أشتم؟ منو فاضل غير..


- هذا ! أنت داخل السجن أدخل على حاجة تستاهل !!


تمالكته رعشة لا يعلم إن كانت من الخوف أو من حجم الضحية وهو يجيبها في توثر

- صحيح النساء ناقصات عقل ودين..

- انظر إلى الامر من كل الزوايا أيش الحاجة لقاعدة الدنيا وقايمة عليها غير الاختراع الامريكي الجديد : الديموقراطية للجميع !!


- ظل صامتا وهو يحاول أن يصل إلى ما ترمي إليه فتابعت في لؤم
- قل إنه ديكتاتور.. لما تذخل السجن قضيتك تصير قضية رأي عام, المنضمات تتدخل والصحافة تهدر !!
لاذ بالصمت وهو يحاول إعادة حساباته, في البدء حاول طرد الفكرة من رأسه لكنها ظلت تختمر بداخله, (كلها بضع أيام في السجن, أشهر حتى أو ربما سنة على أبعد تقدير المهم ما سيحصل بعده والاهم من ذلك أنه سيستريح من كل القهر الذي يعيشه.. على الاقل سيأكل ويشرب ولا مصاريف ولا مسؤوليات تتبعه, وبعجزه الاختياري لن يضطر إلى تبرير عجزه المفروض..)


ولم يجد صعوبة هذه المرة في كتابة مقالته بسرعة. فما يريده كان يريده بنفس السرعة.
فتح الجريدة وكأنه يفتحها لاول مرة, فتحها وهو يتمنى ألا يجد مقالته وشكك للحظة في أن يجدها, لكنها كانت موجودة..
خالجه ساعتها شعور بالخوف أنتشر بذاخله بسرعة جعلته يتشتت بين نادم وضائع, أخذ يفكر بما سيحدث بعد لحظة أو بعد ساعة, ومع انتظاره المعذب صار الزمن بطيئا جدا, كان يقفز من مكانه كطفل مذعور كلما طرق بابه أو رن جرس هاتفه وهو يبتهل في صمت قريب للبكاء :
-(إنا لله وإنا إليه راجعون’ اللهم لا أسألك رد القضاء وإنما أسألك اللطف فيه..).
ومر يوم وإثنان وهو لا يزال ينتظر من يجره إلى السجن وكان شعوره بالعظمة لا يظهر إلا أمام البقال لكنه يتلاشى بسرعة كلما نظر إليه في استعلاء كعادته وهو يذكره بحسابه المجمد لديه!!

كان ينتظر منه أن يسأله عن مقالته أوحتى أن يرى بعض الفضول في عينيه لكنه ظل ثابتا في استعلائه فقد علم هذه المرة أن البقال لا يقرأ الجرائد وبالتالي لم يره ولن يره كما يريد !!


ومر يوم آخر وآخر ولم يتغير شيء لا طارق على بابه و لا أحد سأله عن ما كتبه, وأمام صمت زوجته اللئيم كان لا يجد لنفسه سوى التبرير :

ربما كان العنوان غير لافت للنظر.. أيعقل أنه لم يقرأ ما كتبته عنه؟؟
اجابته في مرارة:
المعقول الاكيد هو أنك فاشل ولا أحد يقرأ ما تكتبه !!

لأنك ببساطة تكتب عن نفسك لا عن غيرك..

تمت

من مجموعة : حكاية لما قبل النوم/2006
نشرت بجريدة الثقافية العدد 247


أهلا بك في بيتك

أهلا بك في بيت القصة.. يهمنا أن تشاركنا بقصتك القصيرة.. مهما كانت قصيرة.. فهي تعنينا.. بيت القصة هو مكان لكل القصص القصيرة كانت من مخيلتك أو من مداعبات الواقع.. راسلنا على هذا العنوان amal.akifi@gmail.com..
سنهتم بتقييمها ونشرها,
بشرط أن لا تحمل مساهمتك أي إساءة لفظية ضد شخص بعينه أو دين..