أرشيف البلاد العائمة

من مجموعة حكاية لما قبل النو م2006

التسجيل الاول : رئيس المجلس الاستشاري لفنيسيا العرب
- اليوم نفتتح فينيسيا العرب, ليشهد التاريخ هذا اليوم التاريخي بمشروعنا الذي صار حقيقة سيغير مساره إلى الأبد, سنفتتح بلادنا التي لن يسودها القمع والاستبداد ولا استغلال النفوذ ولا مصادرة للكلام والآراء ولا ! للتفرقة العنصرية أو الدينية.. لن يكون إلا الصدق والاحترام والحب والتسامح..
كما أرادها أفلاطون يوما. مدينة النور والسلام والحب,, وباعتباري من اخترتموه وشرفتموه كي يكون رئيس كبار المستشارين لبلادنا الجديدة على خريطة العالم الحر.. أشكر كل من ساعد على خروج حلمنا إلى الوجود وكل من حضر اليوم من السادة أصحاب الجلالة وأصحاب السمو والفخامة وأصحاب السعادة,, والذين باركوا مشروعنا وأمدونا بالتجهيزات الفوقية من أسلاك الكهرباء والاتصال واستقبلوا أسلاك التثبيت على أراضيهم والتي ستضمن استقرار القطعة المطاطية المتميزة التي تحمل هذه البلاد حتى تضمن استقرارها الدائم بنفس الحدود التي اتفقنا عليها سلفا..

ونختص بالذكر الحكومة الأمريكي التي دعمت ماليا بجزء كبير مشروعنا العائم كل الشركات العالمية التي سارعت للاستثمار في بلادنا ولن ننسى أبدا جهود هذا البلد الصديق في دعم مشروعنا وقضيتنا أمام مجلس الأمن وعلى الساحة الدولية ونخص بالشكر الشركة الأمريكية التي صممت هذا المشروع والذي كما ترون قد فاق كل تصورتنا فهو لا يفرق عن أي جزيرة حقيقية سوى أن أرضيته وجدران مبانيه من المطاط الصلب العالي الجودة المضاد للاحتراق والرصاص.. والذي يختص بمادة معدلة للحرارة.. بارد صيفا خار شتاءا !
وهذا ما سيمكننا من النجاح في ما تقرر في مؤتمرنا الأول والذي كان تحت شعار (وطن لكل المعارضين العرب) من التركيز على فكرة هذه البلاد العائمة لتسويقها سياحيا وإنشاء مدينة تقدم كل ما يبحث عنه زوارنا من ترف راقي وخدمة متميزة.. ونستطيع من خلالها أيضا إثبات كل نظرياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. ويكون شعارنا الله الوطن الديمقراطية..
والآن ندعو الجميع إلى النزول من يخوتهم لنتشرف بكونهم أول زوار تطأ أقدامهم جزيرتنا هذه.. تفضلوا لو سمحتم..

مال أحد الحاضرين على صاحبه وهو يقول في خبث
-هل تظن أننا ارتحنا فعلا من مشاكلهم؟ !!
-يموت الزمار وأصابعه تلعب !!
-كل ما أنا خائف منه أن يبدءوا بتصدير الشغب إلى أراضينا بعد أن أصبحوا بعيدا عن أيدينا !!
- لا تخف عند أي محاولة سنفك أسلاك التثبيت لكي يجيدوا العوم بعيدا عنا !!


التسجيل الثاني : شاهد عيان
ابتدأت الحياة المثالية على أرض الأحلام. وكما ترون أصبحت الأفواج السياحية تتقاطر على الجزيرة من كل صوب وحدب. ونسي المعارضون السياسية وأبدعوا في فنون الطبخ والتنشيط السياحي !! فتراهم صباحا على الشاطئ بنظاراتهم السوداء يراقبون الفاتنات في ثوب السباحة ويعلقون على هذا وذاك ومساءا وراء طاولات المطابخ ودخان شواء والنراجيل يحصلون من ذاك وذاك.. تعلموا في زمن قياسي مفهوم الربح والخسارة وأصبحوا بارعين في اصطياد المشاريع الناجحة وابتكار الأفكار المطورة لها.. لكن الموسم السياحي الذهبي على البلاد العائمة لم يتجاوز الستة أشهر أي عليهم مواجهة ركوض لستة أشهر أخرى... لا سياح. لا ربح لا عمل فأصبحوا طوال النهار منتشرين على طاولات المقاهي ومساءا تجدهم يتسامرون في الملاهي يسترجعون ذكريات الماضي وزمن الكفاح والنضال.. لكن في الواقع كان هناك شيئا افتقدوه بناخلهم.. شيئا سموه قبلا الالتزام بالمبدأ.. أصبح بداخلهم حنين لزمن الربح واختفت مشاعرهم القديمة تدريجيا وحلت مكانها مشاعر وأفكار جديدة, حتى أنهم أصبحوا كلما تذكروا الماضي يحضرهم شعور متعب, فالسياسة أصبح لها مفاهيم جديدة, مفاهيم المصلحة والربح..
وابتدأ الموسم الجديد وابتدأت المنافسة وتسابق الكل في البحث عن التميز والربح.. الربح .. الربح !!
وصارت في وقت قياسي جزيرة أصدقنا المعارضين جزيرة لأصحاب الملايين والأثرياء.. صارت مقرا لمافيا منضمة .. دعارة, تجارة سلاح. مخدرات... إرهاب !!


التسجيل الثالث : رئيس المجلس الاستشاري
- نحن نطالب بالتدخل السريع للقوات الدولية لفض هذا النزاع فوق جزيرتنا فلن نقبل بعودة زمن الانقلابات والأنظمة الغير شرعية, إن ما حدث على جزيرتنا هو خروج عن الدستور الذي يسود هذه البلاد والذي يحرم أي نظام يقوم بدون قنوات انتخابية وشرعية.. وبخصوص عرض أصدقائنا الأمريكيين نقول.. نحن نرحب مند الآن بقوات أصدقائنا الذين ساندونا مند البداية..

التسجيل الرابع : قائد القوات الأمريكية
-بسبب الوضع الأمني الغير مستقر بفينيسيا العرب قررت الولايات الأمريكية المتحدة وضع قواتها هنا لأجل غير مسمى حتى يعود الوضع إلى سابق عهده.. ونطمئن أصدقنا المعارضين أننا لن نغادر إلى أن نطمئن من أن الوضع الأمني مستقر تماما..

التسجيل الخامس : شاهد عيان
- ضمنوا موقع إستراتيجي على الخريطة.. باي باي يا بحر !!

تمت

0 التعليقات:

إرسال تعليق


أهلا بك في بيتك

أهلا بك في بيت القصة.. يهمنا أن تشاركنا بقصتك القصيرة.. مهما كانت قصيرة.. فهي تعنينا.. بيت القصة هو مكان لكل القصص القصيرة كانت من مخيلتك أو من مداعبات الواقع.. راسلنا على هذا العنوان amal.akifi@gmail.com..
سنهتم بتقييمها ونشرها,
بشرط أن لا تحمل مساهمتك أي إساءة لفظية ضد شخص بعينه أو دين..