الدم المغدور

الدم المغدور

في الشوارع وشاشات المنازل لا حديث إلا عن مصر ولا شيء يهم الجميع إلا مصر..
الجميع ينتظر ما سيفعله مبارك وما سيأتي به القادم..
حملت حقيبة الرياضة وذهبت إلى النادي وتلك الصور لا تقارقني طوال الطريق.. وهناك رجعت بذاكرتي إلى الوراء قبل شهور وأنا اقرأ من جديد سبب سقوط حضارة المايا..


أنهار من الدماء سالت على جبل المعبد ليظل الحاكم قويا وتمنع عنه لعنة نهاية مجده.. لكن لعنة دماء القرابين طاردته وكانت اقوى من رضى الهته.. وانتهت امبراطوريته على اهون سبب!!


في ذلك الوقت كثرت قصص حوادث الذبح لفتيات قالوا لا لمسؤول عالي مستوى.. ودائما تنسب الحادثة للص مختل عقليا!!
كان من بينها حادثة مقتل ابنة الفنانة ليلى غفران والفنانة سوزان تميم..
ودائما الذبح يكون طريقة التمثيل بالضحية..
ساعتها تسألت أن لم تكن بداية النهاية..


الدم المغدور

في الحارة التي اسكنها هناك شبح يظهر كل ليلة خميس يخرج متأزرا بالابيض ولا أحد يعلم من اين خرج وإلى اين يتجه..
إلا قتلته!!
في بيت كان مهجورا إلى وقت قريب.. استغل شبان الحارة المنحرفين المكان لتقاسم غنائمهم والسكر والعربدة فيه..
في ليلة من ليالي الخميس توجهوا بقوارير الخمر وبدؤا امسيتهم كالعادة..

لكن في هذه المرة بدل الصعود إلى الغرف العلوية جلسوا في بهو المنزل امام ساقيته العتيقة..

تبادلوا الشراب كالاصدقاء.. وشيئا فشيئا بدأت الخمر تلعب برؤسهم العفنة.. فأخدوا يتراشقون بالكلمات النابية.. وشيئا فشيئا صارت السكاكين والدم الفيصل..
فانقسموا إلى فرقة للمتخاصمين وفرقة لفض النزاع..

لكن لاجدوى.. صراخهم كان يصل إلى كل ارجاء الحارة..
ولم يحرك احد ساكنا امام ذلك.. فكلا الامرين في صالح الجيران.. فموتهم أو سجنهم سيريحهم لوقت طويل من عربدتهم وفضائحهم اليومية!!

لكن هذا لم يمنع الجيران من الخروج إلى جانب المنزل في انتظار ما سيحدث.. والتلصص من نافدة صغيرة تطل على مطبخ المنزل حيث يصل حديثهم بوضوح..

سأقتلك يا ابن..

اخد الاخر يتملص من محاصريه وهو يقول في هستريا..
الله يعطيني مؤبد.. الليلة سأذبحك.. اريد السجن يا رب.. المؤبد يا رب!!!

هناك من الجيران من قال وهو يبتهل

استجب دعائه يا رب وارحنا منه.. افسدوا حارتنا بمنكراتهم وطغيانهم.. استجب يا رب!!!

غير بعيدة منه كانت جارته تقول لزوجها في همس..

أليست ليلة الجمعة.. إنها ليلة استجابة..

توقف صراخهم فجأة.. وعم صمت غريب..

اقترب الجيران من باب المنزل.. وهم يتساؤلون إن كان صمتهم فاصل استراحة أم انهم قتلوا بعضهم البعض فعلا..
كان هناك انين ضعيف يصل من خلف الباب المفتوح.. تبادلوا النظر إلى بعضهم وقرروا الذخول..

كان الشبان يحاولون الخروج حبوا وكأنهم اصابهم شلل جماعي وهم يجاهدون بكل قوتهم ليصلوا إلى الباب.. وكأن وصول الجيران بعث فيهم القوة فاستدعوا وقوفهم فجأة وهم يركضون خارج الحارة..

قال احد الجيران..
لقد فعلها الكفار.. لاحول ولا قوة إلا بالله.. قتلوا احدهم!!!

اندفعوا جميعا إلى الذاخل وقد تجمدوا من الرعب.. وكل يتمم بما يعرفه..

لا إله إلا الله..
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..

التسليم يا رجال البلاد التسليم

اندفعوا فجأة مع أول هارب إلى الباب.. وكلهم اطبق بابه وكلهم يصلي على رسول الله..

هناك حيث الساقية قتل شاب في مقتبل العمر غدرا.. وهناك حيث الساقية وجدوا رجلا مكفنا واقفا والدماء قد صبغت الكفن جهة القلب.. رغم ان البيت كان شبه مضلم إلا من شمع متناتر هنا وهناك


إلا ان الكل قالوا ان الرجل المكفن كان يشع ضوءا وكأنه مصباح عجيب..

ومند ذلك الحين لم يطأ المنحرفون ما بعد البيت الملعون إلا نهارا وارتاح من شرورهم الليلية جيران البيت الملعون..

ومند تلك الليلة عرف الجيران من اين يخرج شبح الحارة وإلى اين يعود..

0 التعليقات:

إرسال تعليق


أهلا بك في بيتك

أهلا بك في بيت القصة.. يهمنا أن تشاركنا بقصتك القصيرة.. مهما كانت قصيرة.. فهي تعنينا.. بيت القصة هو مكان لكل القصص القصيرة كانت من مخيلتك أو من مداعبات الواقع.. راسلنا على هذا العنوان amal.akifi@gmail.com..
سنهتم بتقييمها ونشرها,
بشرط أن لا تحمل مساهمتك أي إساءة لفظية ضد شخص بعينه أو دين..