سجارة حشيش


سجارة حشيش


قصة حقيقية حضرت تفاصيلها وقابلت شخصيتها مؤخرا..
مع تعديل بسيط لبعض التفاصيل البشعة حتى لا نؤدي مشاعر القارئ..

كان يجلس كعادته فوق كرسيه كزعيم وقد احاط به بلاطجته من مدمني الحشيش.. وهو يرمي ببصره إلى دكان المرحوم الحاج الزيتوني.. ويدخن نرجيلته التي كان بدل وضع الماء في قارورتها يفضل ان يضع فيها شرابا مسكر حتى تكون أكثر تخديرا..

أخد يتمتم لمساعده وتحرك الاخير بسرعة ليعود بعد نصف ساعة بفتاتين من بائعات الهوى.. كانتا كما يبدوا من اجفانهن المنفوخة كالبلونات ورائحة افواهننا الكريهة بالثمالة, أنهن نزعن من فراش النوم..

قالت الاكثر دلالا عليه:
ماهو الموضوع المهم الذي لا يتحمل التأخير يا أبو هلاهل!! أم هذا ما قلته لك نرجيلتك الملغمة بالشراب!!

اجابها وهو ينفث دخان نرجيلته بعيدا:


مجرد استدعائي لك هو موضوع يجب ان لا تتأخري أمامه.. أم أن ثمالتك اليومية أنستك ماذا حدث لك الشهر الفائت وكيف أنقدت وجهك الجميل من التشويه حين هاجمك حسن الغول!!

اجابت وهي تغير سيرتها الاولى بدلال:


انت كبيرنا والغالي علينا.. وما تطلبه سيكون أمرا..

وضع عصا النرجيله وهو يشير ببصره إلى دكانة المرحوم الزيتوني ويقول:

اريد دكانة الحاج الزيتوني.. حاولي جر ابنه الذي انتهت الدكانة بيده.. اريد ان يحدث هذا اليوم قبل الغد.. اريده أن يجالسني هذه الليلة..

بعد تفكير قالت :

سيكون هذا صعبا يا أبو هلاهل.. فالشاب كما تعرف لا يرافق بنات ولا يدخن حشيش ولا يسكر..

قاطعها في حدة:


اعلم.. وهذه ستكون مهمتك.. لو كانت الدكانة قد ذهبت بيد المغفل الاكبر كان امرها سهلا علي.. فهو بجلسة سكر واحدة جلب لي كل بصائر عائلة املاك الزيتوني منها ما يخص اخواته وامهم لكن لم اجد فيها بصيرة هذا الدكان!!

اقتربت منه وهي تقول بصوت خافت:


اعلم انك اردت تلك الدكان مند ان كان الحاج على قيد الحياة.. وسأقوم بكل ما استطيع لتحصل عليها..

ربت على وجنتها وهو يقول في خبث:


اعلم انك تستطعين ذلك.. لهذا استدعيتك.. انت تعلمين كم تعني لي هذه الدكان.. لقد كانت المفضلة للزيتوني والاغلى لديه من كل كنوز الارض.. منها بدأ تجارته ومنها اصبح اغنى اغنياء المدينة وفيها رفض مصاهراتي وعيرني بقصة والدي وادلني امام الجميع.. ويجب ان احصل على كل ما يملك مهما كلفني ذلك.. وبدون ان ادفع فلسا كما وعدته في حياته!!

########################

أبوهلاهل ملك اهم ممرات المدينة.. تاجر حشيش ونصاب من الدرجة الاولى.. وابن رجل كان شريفا ومات شريفا.. من شدة فقره كانت ملابسه الرثة تتجرر على الارض ومنها اخد لقبه أبو هلاهل.. الوالد رحل من قريته مطرودا حتى يبتعد بزوجته واولاده الذين يشكك الكثير في نسبهم لوالده الذي كان يعاشر زوجة ابنه بالقوة وبعلمه.. وما انتهى اليه اولاده جعل الكثيرين يعتقدون انهم أولاد زنى المحارم.. فلا قلب لهم ولادين لهم ولا مبدأ لهم إلا الجريمة وكل ما حرم الله..

ابتدأ أبوهلاهل كصبي لدى الزيتوني الذي طرده كما طرد حماه بعد ذلك من دكانه وهناك بدأ أبو هلاهل الابن تجارته مع اخوانه في الحشيش والنصب والبلطجة.. وصار السجن بيته الثاني الذي منه يخرج وإليه يعود..

كان يحاول بكل الوسائل ان يشتري املاكا هنا وهناك مما يجنيه من تجارة المخدرات وكأنه يريد أن يصبح ملك المدينة التي نبدته وطاردته بتاريخ والده.. وبدأ بخطة دنيئة في الاستيلاء اول الامر على فرن الحي حين دس احدهم ليضع فضلات بشرية قرب الدقيق وابلغ التفتيش الصحي.. وهكذا انتهى الفرن اليه كما انتهت غالبية الدكانين إليه بالنصب أو التهديد..

#####################

ابتسم أبو هلاهل في خبث وهو يرى تجاوب الزيتوني الابن مع الفتاة.. فأمر معاونه ان يجهز أحد بيوته البعيدة عن المكان لاستقبال ضحيته الجديدة..

وفي الليل كان الزيتوني الابن هناك مع بنات ليل اخريات يغرينه بتجربة الشراب.. ويتدللن باحتراف حيث توهم أنه اكثر الرجال جادبية على الارض..

لكنه رفض في كل مرة.. فتجربة الشراب صعبة بالنسبة اليه ولا توافق ابن رجل متدين عاش على الطاعة وانتهى على طاعة الله ومرضاته..

اقتربت منه فتاته وهي تقول :

لا ينفع ان نرتفع إلى السماء ولا تكون معنا.. ناولته سجارة حشيش وهي تتابع:

هذه ليست حرام.. جربها فقط..

تردد كثير واخيرا امتدت يداه إليها.. مع النفتة الاولى احس بانتعاش ومع النفتة الثانية لم يجد أي شيء غريب أو هكذا توهم.. وتتلات السجائر.. ولا زال الزيتوني يقظا.. رغم ارتخاء عينيه..

قالت فتاته : هل تريد ان تشرب بعض القهوى..

نعم ارجوك.. اشعر ببعض الدوار ورغبة في الغثيان..

بعد دقائق كانت قهوته التي وضعت فيها حبوب الهلوسة..

حيث اختلطت الصور امامه ولم يعد يرى إلا ورقة بيضاء امامه واحدهم يطلب منه الامضاء..

وفي الصباح استيقظ ليجد نفسه امام باب منزله.. واحدى اخواته تساعده على الذخول,,

لم يهتم بالضجيج الذي كانت تحدثه اخواته وامه من الحالة التي وجدنه عليها امام باب المنزل.. اتجه إلى الحمام واستسلم لدش بارد.. ربما يتخلص من الصداع الذي جعل رأسه ثقيلا..

غير ملابسه واتجه إلى دكانه..

وجد أبو هلاهل قد اخرج كل الفحم الذي بذاخله وشرع في طلاء الدكان!!

تسمر في دهول من اثار الصدمة عله يفهم ما يحدث وبأي قانون سمح لنفسه أن يفتح دكانه ويشرع بطلائها؟

وأخيرا تحرك إليه وهو يسأله وكأنه مخدر..

أين بضاعتي؟ ومن سمح لك بطلاء دكاني؟

نفث دخان نرجيلته على وجهه.. وهو يقول في هدوء

لم تعد دكانك.. لقد بعتها لي البارحة..

استشاط غضبا وهو يصرخ

لم ابعها لك ايها النصاب المجرم ولن تكون لك!!!

ولم يدم صراخه طويلا فقد امتدت ايدي من يحيطون به ليشبعوه ضربا ويطردوه بعيدا عن الشارع..

تشجن الزيتوني الابن.. ودخل في غيبوبة.. لا يستيقظ منها إلا يدخل في اخرى بعد حالة تشنج شبيهة بالصرع.. كلما تذكر سيجارة الحشيش.. وتاجر الحشيش..

0 التعليقات:

إرسال تعليق


أهلا بك في بيتك

أهلا بك في بيت القصة.. يهمنا أن تشاركنا بقصتك القصيرة.. مهما كانت قصيرة.. فهي تعنينا.. بيت القصة هو مكان لكل القصص القصيرة كانت من مخيلتك أو من مداعبات الواقع.. راسلنا على هذا العنوان amal.akifi@gmail.com..
سنهتم بتقييمها ونشرها,
بشرط أن لا تحمل مساهمتك أي إساءة لفظية ضد شخص بعينه أو دين..